(حروفــي)
أعلـَمُ أننـي في فضاء بعيدٍ هذه الآونة ، وأننــي كبّلتـك
بلا حق ّ ، وأعلـم كذلك أنك ساخطة عليّ ، وأنني محمـلة بذنوب كثيرة في حقـك .
أعلـم أن أي تبرير أقدمّه سيبقى قاصراً في حقك وأن لا شيء لـ يطفئ غضبك ويغفـر
زلتـي سوى الإنابـة إليك .
بدونـك ناقصـة أنـا ، ووحيـدة .
لا ينصتون (حروفي) ، جميعهم لا ينصتون
. لا أعلـم هل الثغرة المجهولـة تلك تكمن في إنصاتـهم الناقـص أم في اعتيادي على
إنصاتـك المبجّل. أياً كانت الإجابة ، أنا موقنـة أن لا حياة لـي من دونكـ . أعيدينـي
إليك كل ما ضللتُ الطريق . إن ابتعدتُ اقتربـي وإن عُدْتُ عودي ، إن جننتُ .. إن غضبتُ .. وإن تكبّرتُ .. فقط خذينـي بالقدر الذي أملكـُ من العقل حينهـا . كونـي أفضل منّي
؛ فـإنني لستُ سوى طفل ينتمـي لك بكل جذوره وإن تغطرس .
( حروفي ) أنـا طائـشة ، ومشاعري مشاغبـة دوماً ، أخشى أن لا يتحمـلوهـا ، فمن
ذا الذي سيكون لي وطن من بعدك !! اصفحـي عنـي (حروفي ) فإنّـي أعودُ لأعتـرف بظلمـي لك ولنفسـي . ولتعلمـي إنني بحاجتـك . ضمّيني ، هدّئي روعات روحي ، أعيدي أطلال الدفء الذي ارتحل ، قولي للدمعـات
هوني ، امطري فوق يأسي أكاليل الأمل . زمّلـي خفقاتي ، دثّري خيباتي ، واستري
آهاتي .
هدى سيف
في السابع عشر من نوفمبـر لعام 2014 .