الأربعاء، 13 أغسطس 2014

ألــيوم الجمــعة ؟!



قالهـا بحزن ، بألـم  ، قالهـا بحرقة مكبوتـة  ، وبقلة حيلـة  " أليوم الجمعــة ؟! " أجبـته رغم أننـي لم أكن أرغب بالإجـابة " نعم جدّي ، هو كذلك ، اليوم هو الجمعـة " .
صمَت بوقار ، أدار رأسه عنّي وثم أنزله تجاه الأرض ، ناظرهـا لبرهة . التقط نّفَس عميق ببطء شديد . كنت أنتـظر أن أرى دموعاً على خده بعد تلك الألوان التي استحلت محياه الحزين .




أظنه أدرك حينهـا بأنه ما عاد قادراً على أداء صلاة الجمعـة جماعةً في المسجد .  أحسستُ بمشاعره تخاطبـه وتخبره كم أن الدهر مضى عليه ، كم أصبح طاعناً في العمـر ، كَــهُــل وازدادت علله ، ما عاد يقوى الوقوف على قدميـه ، شاخت ذاكرتـه ، شابت كل شعيراتـه المتبقية . " آآه يـا دهـــر " أحسست بهـا من أعماق صدره ، آلمتــني .



أعتذر لك يا جدي عن قلة حيلتي ، عن امتلاكي لأيادٍ مكبّلـة لا تقوى البطش ولا التخليص ، فـ دنيانـا لن تخْلــف طبعهـا ، ومصيركـ هذا سيغدو مصيرنـا في يومٍ كم أخشى قدومـه .  





# هُدى

في الثامن من أغسطس لعام 2014








الأربعاء، 6 أغسطس 2014

صلآلة 2014

[5.30AM]
صلالة _
أتنفسكِ للمرة الأخيرة . أشعر بأنّ رئتي تمتلئ بالكثير مما تحوي . هواؤكِ ، ضبابكِ ، رذاذكِ ، نسيمكِ. وكأنني أتنفسكِ بأكملكِ . تمرُّ عليَّ محاسنكِ التي أمطرتني سكوناً غريبا . تنسلُّ من ذاكرتي كلّ عيوبكِ ؛ ليس ﻷنها معدومة ، بل ﻷن وجودي في كنفكِ كان فترة نقاهة عن أفكار ، عن أماكن ، عن قطعة من الذاكرة .                

صلالة _
أنتِ ساحرة ، ليس فقط بسبب ردائكِ الأخضر ، ولا لمزاجكِ الحُلوْ . بل أيضاً للسكون الذي أهديتِهِ لمشاعري ، للنقاء الذي يتسلّلني من جزئية أجهلها فيك ، ﻷناقتكِ المبجّلة ، للجمعَة العائلية العملاقة على وجبة الغداء .
أنتِ فاتنة جدا ، فاتنة بقدر رغبتهم جميعا بزيارتك ، بقدر انعدام الرؤية على جَبلكِ ، بقدر ازدحامك ،بقدر التلطخات الترابية على سياراتِنا  ، بقدر حاجتي لجَلْي قذارة حذائي نهاية كل يوم أقضيه تحت سماءكِ ، بقدر البقع الوردية على أجسادنا إثر بعوضكِ ، بقدر قلق خالتي على لون بشرتها من رطوبتك . أحببتكِ ببساطة كما أنتِ. أحببتك بالقدر الذي جعلهم يظنّون أنه اللقاء الأول بيني وبينكِ ، إلا أنه ليس كذلك.                                                        

[6.26AM]
صلالة _
في هذه اللحظة بالذات ، وفي الساعة السادسة وستة وعشرون دقيقة صباحاً نغادر فاتحتكِ ، أعني جبلك . لون { الأغبر } بدأ يهيمن على عدسة عيني . يا لحزني ~


[7.34AM ]
هي لحظة آخرى عند السابعة وأربعة وثلاثون دقيقة صباحاً ، حيث بزوغ شمس الكون على رؤوسنا بعد ستة أيام من الإختباء في الأجواء الجنوبية . للمرة الأولى أشعر فقط بأن لآ شيء يحوي معنى الصباح أكثر من (الشمس).

>صباح الخير أيتها الأرض<                              
                                                   
#هدى سيف
في السادس من أغسطس ٢٠١٤
                                                         
               
"إلى ضنْك الحبيبة ~ نسأل الله السلامة"