الأربعاء، 13 أغسطس 2014

ألــيوم الجمــعة ؟!



قالهـا بحزن ، بألـم  ، قالهـا بحرقة مكبوتـة  ، وبقلة حيلـة  " أليوم الجمعــة ؟! " أجبـته رغم أننـي لم أكن أرغب بالإجـابة " نعم جدّي ، هو كذلك ، اليوم هو الجمعـة " .
صمَت بوقار ، أدار رأسه عنّي وثم أنزله تجاه الأرض ، ناظرهـا لبرهة . التقط نّفَس عميق ببطء شديد . كنت أنتـظر أن أرى دموعاً على خده بعد تلك الألوان التي استحلت محياه الحزين .




أظنه أدرك حينهـا بأنه ما عاد قادراً على أداء صلاة الجمعـة جماعةً في المسجد .  أحسستُ بمشاعره تخاطبـه وتخبره كم أن الدهر مضى عليه ، كم أصبح طاعناً في العمـر ، كَــهُــل وازدادت علله ، ما عاد يقوى الوقوف على قدميـه ، شاخت ذاكرتـه ، شابت كل شعيراتـه المتبقية . " آآه يـا دهـــر " أحسست بهـا من أعماق صدره ، آلمتــني .



أعتذر لك يا جدي عن قلة حيلتي ، عن امتلاكي لأيادٍ مكبّلـة لا تقوى البطش ولا التخليص ، فـ دنيانـا لن تخْلــف طبعهـا ، ومصيركـ هذا سيغدو مصيرنـا في يومٍ كم أخشى قدومـه .  





# هُدى

في الثامن من أغسطس لعام 2014








هناك 3 تعليقات:

  1. الله يكون في عونه
    ويقدرنا على بره

    ردحذف
  2. آآه يـا دهـــر " أحسست بهـا من أعماق صدره ، آلمتــني .

    جميلة تلك الأنامل

    ردحذف


  3. بجمال وجودك بين طيآت مدونتي ، شكرا ~

    ردحذف