الاثنين، 22 فبراير 2016

أمّــي السّـلام ~


أمّي ،،
ولأنّكِ الغيمةُ الحُبلى التي تُمطِر عليّ دون أن تُلقي بالاً لعدد قطراتها ..
ولأنّكِ الهالةُ التي تُهدي إليّ النور والأملُ ..
ولأنّكِ دَواءٌ ناجعٌ لا أجدُ راحتي ولا شفائي ولا انتظام نبضاتي إلا بِهِ ..
ولأنك قنديلٌ بـعتمتي ، وقمرُ ..
ولأنّ العالم لَمْ يكُنْ سوى أنتِ ، ولأنكِ العالمُ ..
فإن هذه الأيام التي أٌقضيها هاهُنا من دونكِ هي الأَنـْكَى يا أمُي .
وهي الأقل متعةً وسعادة ~
لَمْ أعرف كيف أحياها بِدونكِ حتّى الآن ..
فإنّكِ النكهاتُ يا أمي والوردُ الذي يُهدي شَذاه إليّ..
أنتِ الظلُّ و الملْجأ..
بل و لججٌ من الخيرات التي لا أجدُ سبيلاً لاختصارها .


أمّي ،،
أنتِ قلبٌ مُتْرَعٌ بالحبِ الذي لا تفسير لهُ ، ولا أَسباب
وأراني أتَنَصّل مِنْ أَي حُبٍ آخر لا ينتمي إليكِ ..
بلْ وأجده سراب ..

ولأنّكِ الساحات المليئة بشغفي وأطياف أحلامي يا أُمّي ..
ولأنّ شمس الدنيا لمْ تكنْ لتكونَ أكثر ضياءً منْكِ يوماً
ولا أكثر دفئاً من أضلعكِ ..
فأبقيني يا أمّي بِالقرْبِ مِنْ نبضكِ .. حيثُ أهدأ ،، وحيثُ السَّـلام ~



#هدى



الخميس، 11 فبراير 2016

لحظة ولحظة ،،



لسنا دائما بنفس المزاج الجيد والسعادة ولا نكهة المرح التي يعرفنا الجميع بها . لسنا دائما بنفس درجة الصبر وقدرة التحمل . قد نفقد القدرة على كبت صرخاتنا في كل مرة وعلى شد أزر دموعنا أمام الجموع البشرية حتى نحررها على الوسائد لاحقاً .. لسنا دائما بتلك القوة المعروفة عنا ولا درجة النشاط العالية .. لا نستطيع أن نتقمص دور الأشخاص الأكثر حلماً وصبراً وطموحاً في كل ثانية من أعمارنا .. لا نقدر أن نكون القدوة التي لا تخطئ أبداً . حتى العطاء قد نفقد القدرة عليه أحياناً . قد نفتعل بعض الحماقات عمداً ، ننفعل ونرفع أصواتنا ونقسو في بعض الأحيان بل ونصيح كمختلٍ عقلي ، أو ربما نتحول إلى كتلة صمت باردة . قد نبكي أكثر من اللازم ولدرجة " الدلع " كما يصفها البعض . لكننا نحن لسنا نحن دائما .. ولا نستطيع إلا أن نكون بشراً .


نحن أيضاً نحتاج أن نصرخ ونفرغ خزانات الدموع المتراكمة بين فينة وفينة . أحياناً نعبس وقد نفضّل الوحدة على غير العادة . نتجنب النظر في أعين الناس لإخفاء هشاشتنا مراراً . نكون ضعفاء ونحتاج أن يعاملنا أحدهم كـطفلٍ يحتاج للحنان والاحتضان. نحتاج لقُبلة أمان و إلى كلمات جميلة تشعرنا أن ما نمر به حالة مؤقتة وطبيعة كونية وأنه لا داعي للقلق فـَكُل الأزمات والتقلبات مصيرها أن تزول . نحتاج إلى نُصحٍ فلسنا على صواب دائما . نحتاج أن نشعر بأن من حولنا يملكون القليل من درجة الصبر علينا وعلى تقلباتنا النفسية . نحتاج أن يُعفى عن زلاتنا التي لم نقصدها ، وربما أيضاً تلك التي تعمدناها في لحظة كَدَر .. وسنكون أكثر امتناناً إن تجاهلتم كل مساوئنا في تلك اللحظات السيئة يا رفاق .. وأكثر خجلاً من أنفسنا.


 

السبت، 2 يناير 2016

إلى عمي ~


عمّي
الحبيب ..
تحية طيبـة لروحك ، ثم لذكراك التي تراودني بين فينة وفينة .. وبعد /



مرّت سنون طويلة على رحيلك ، سنون أنستنا الكثير من الذكريات .

عمّي ،، أنـا لا أتذكّر الكثـير من المواقف والأحداث التي جمعتني بك ؛ فقد كنت صغيرة جداً حينمـا شاءت الأيام أن ترحل بك . لكن ليس لي أن أنسـى أنـني كنت أحبك جداً، وأنني كنت أحب مرافقتك إلى المدرسـة .  أتذكر القليل من شغبي وشقيقي مع زملائك ، أتذكر سيارتـك ، ملامحـك ، والقليل من أطباعك . كمـا أننـي أتذكر يوم وفاتـك ، وأتذكر القصة التي اختلقتهـا والدتي عندما صَعُب عليهـا أن توصل لي ولشقيقي الخبر ، أتذكّرهـا جيداً ولا أنسـى أبداً كيف اكتشَفْتُ أنها محض كذبة عندمـا لحقْتُ بوالدي وعمّـتي لحظة الكشف عن وجهك بعد الحادث الشنيع ، أنـا بالفعل أتذكر ذلك جيداً .
أتذكّر أن قلبـي الطفولي كان يقول لي أنّ والدي لا يمكن أن يكشف عن جثمان جارنـا المتوفَى كمّا ادّعَتْ أمي في قصّتها المختلَقَـة ، فـجارنـا لديه أبناؤه . أتذكّر أننـي هرعت مسرعـة لسلطان أخبره أن عمّي هو المتوفَّى وليس جارنـا . لا أتذكر أنّني كنت أبكي ، بل أتذكر أننـي كنتُ في ذهول ، هدوء مخيف ألمّ بقلبي . وحتى رغم أن منظر البكاء وتجمع عشرات أو ربما مئات الأشخاص في منزلنـا لم يقصّ عليّ حجم المصيبة ، إلا أنني كنتُ أعلم أنّ شيئاً سيئاً يحل بعائلتـي حينها .


أمّانيّ كبيرة أن يكون طُهرك في مكانٍ لطيف خلف السماء المترامية ، وأن تكون مهجـتُك في راحـة أبدية بعيدة كل البعد عن شقاق الدنيا . أمانيّ أشد بأن يكون ابنك ذاكراً إياك داعياً لك ..

في رحاب الجنة يا عمّ