الخميس، 11 فبراير 2016

لحظة ولحظة ،،



لسنا دائما بنفس المزاج الجيد والسعادة ولا نكهة المرح التي يعرفنا الجميع بها . لسنا دائما بنفس درجة الصبر وقدرة التحمل . قد نفقد القدرة على كبت صرخاتنا في كل مرة وعلى شد أزر دموعنا أمام الجموع البشرية حتى نحررها على الوسائد لاحقاً .. لسنا دائما بتلك القوة المعروفة عنا ولا درجة النشاط العالية .. لا نستطيع أن نتقمص دور الأشخاص الأكثر حلماً وصبراً وطموحاً في كل ثانية من أعمارنا .. لا نقدر أن نكون القدوة التي لا تخطئ أبداً . حتى العطاء قد نفقد القدرة عليه أحياناً . قد نفتعل بعض الحماقات عمداً ، ننفعل ونرفع أصواتنا ونقسو في بعض الأحيان بل ونصيح كمختلٍ عقلي ، أو ربما نتحول إلى كتلة صمت باردة . قد نبكي أكثر من اللازم ولدرجة " الدلع " كما يصفها البعض . لكننا نحن لسنا نحن دائما .. ولا نستطيع إلا أن نكون بشراً .


نحن أيضاً نحتاج أن نصرخ ونفرغ خزانات الدموع المتراكمة بين فينة وفينة . أحياناً نعبس وقد نفضّل الوحدة على غير العادة . نتجنب النظر في أعين الناس لإخفاء هشاشتنا مراراً . نكون ضعفاء ونحتاج أن يعاملنا أحدهم كـطفلٍ يحتاج للحنان والاحتضان. نحتاج لقُبلة أمان و إلى كلمات جميلة تشعرنا أن ما نمر به حالة مؤقتة وطبيعة كونية وأنه لا داعي للقلق فـَكُل الأزمات والتقلبات مصيرها أن تزول . نحتاج إلى نُصحٍ فلسنا على صواب دائما . نحتاج أن نشعر بأن من حولنا يملكون القليل من درجة الصبر علينا وعلى تقلباتنا النفسية . نحتاج أن يُعفى عن زلاتنا التي لم نقصدها ، وربما أيضاً تلك التي تعمدناها في لحظة كَدَر .. وسنكون أكثر امتناناً إن تجاهلتم كل مساوئنا في تلك اللحظات السيئة يا رفاق .. وأكثر خجلاً من أنفسنا.


 

هناك تعليقان (2):

  1. كل خيبة وحزن وارهاق روح تجتمع في في جبل شاهق يقف على قلوبنا يخنقنا ويحصر بصيرتنا، وما ان نبكي يبدا الجبل المذكور بالتصدع والتهشم. وما ان يرهقنا البكاء ترتخي اطرافنا رافضة مقاومة افكارنا المشؤومة. حينها فقط ندرك انها سمة قوة ودافع استمرارية وليس ضعفا كما قد يفسر احيانا. قد نستسلم للنوم لنستيقض ونجد ان قلوبنا حرة لا شي يكتمها وما كان ثقيلا ليس جبلا بل هو حلم ندفع ضريبته قبل الحصول عليه ��


    حروفك جميلة استمري ..

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح ، البكاء ينقذنا أحياناً ..

      شكراً لوجودكم ~
      كونوا بالقرب

      حذف