خلال اتصال
اليوم ، كانت تخبرني أميرة أن خفقات قلبها تزداد مع كل يوم يقترب فيه موعد عودتي
لعُمان ، للوطن. والغالية تخبرني أنه بقي على موعد عودتي "واحد اثنين ثلاثة
أربعة و(خمشة)" بما أن موعد رحلتي هو الخامس من الشهر القادم.
بدأت ذاكرتي
تستعيد لحظات الأعوام الماضية ، وخاصة منها الأعوام الأولى والأقسى عليّ وعلى
عائلتي. كنت أتذكر حديث أميرة في السنة الثانية من الغربة في مالطا وهي تقول لي
الكلام الأقسى وقعاً على قلبي والذي لم أنساه ولا أظنني سأفعل! حين كانت تقول
أنها تشعر بالوحدة ولا تعرف ماذا تفعل في المنزل من دوني، عندما كانت تقول أنا
أشتاق لك جداً ولكن لا أعرف ماذا عليّ أن أفعل! وعندما كانت ترجوني أن أحضر الحفلة
التي ستقام في اليوم التالي للمكالمة! أكانت تظنني لا أريد أن أكون معهم يا ترى؟؟
أتذكر كلام
الغالية في أحد أيام العام المنصرم وهي تقول لي "تعالي (بشرعة) ركضي ركضي
ركضي" ! طاقة غريبة أشعرتني بأنني حقاً أود أن أجري وأجري وأقطع القارات
والمحيطات فقط من أجل شعور الوطن والعائلة الذي لا يشبهه شيء.
كانت الغربة أشد
وطأةً علينا جميعاً ،، جميعنا عودتنا الأيام ، جميعنا لم نعد نستشعر نفس النكهة اللاذعة
للبُعد ، أربع سنوات كانت كفيلة بتغيير الكثير!
31.03.2017
هدى
