ليس
والدي من محبّي التدوين أو متابعيه ، غير أن جديد مدونتـي يصله عن طريق والدتـي
العزيزة . كانت أولى ملاحظـاته ودهشتـه عنوان مدونتي ( عَن الْحَيآة , لَمْ
يُخبرنِي وآلدي ]•~ ) . تعجّب والدي ووجه سؤاله إلى أمي - التي أوصلت
إليّ ذلك -سائلاً عن سبب هذه التسمية ! . أخبرته أمي بأنني تُــرِكْتُ لهذه
التجربة تعلمنـي ، أخوضهـا للمرة الأولى ، لا أعلم ما سأواجه فيهـا ، تقسو عليّ
وتعلّمنـي أكثر مما يمكن أن يُحْكـى أو يُخَطّ ، وكانت تقصد بهـا [غربتــي] .
حسناً أظنـها أصبحت موطناً الآن .
كان
حكيماً من والدي أن يجيب بأن ما أهداه إلى صغيرته هو أساسيات الحياة والتي لربما
كانت تمثل كل شيء في حياتهم القديمـة المختلفة عن حياتنـا كلياً . وأضاف أنه لم
يغترب قط ، وأن التجربة التي أخوضهـا حالياً هي تجربة جديدة في عائلتـي كونـي
الابنة الكبرى . لذا فلا يعتقد بأن هناك ما يستطيع تعليمي إياه سوى نصائح عامة لا
تمتّ للغربة بصلة دقيقة . لكن لو نظرت إلى الحقيقة فإن والدي علمنـي الكثير ، لكن ليست
المعرفة بالحياة من الأشياء التي تأتي عن طريق التعليم التلقيني ، بل بخوض غمار التجربة
! على الأقل هذا موقفي أنا منهـا الآن .
وأودّ
أن أخبرك والدي / أنك علّمتنـي الكثير ، وأن الغربة ليست هي الحياة ، إنما هي فقط
حياة صغيرتك حالياً ، لا أكثر . الثقة
التي أهديتني إياه لعَيْش هذه التجربة هي مفتاح معرفتي ، فلا تقلق عليّ حتى من
قسوتهـا ، لأنهـا ستخلق مني شخصاً أقوى ، لربما طفلتكـ هُنـا تنضج بسرعة أكثر مما ينبغي ، ولكنني أعتقد
أنني الآن لا أخشى أي أنواع [الكفاح] بمفردي . فقط اطمئن والدي الحبيب . =)
خطـطـته
: 30 مايـــو لـعام 2014 _ 11.50م