الجمعة، 18 يوليو 2014

ربيعـي التاسع عشر ،،



اليوم هو الثامن عشر من يوليو لعــام 2014 للميلاد . قبل تسعة عشر عامـاً من اليوم أصْــدَرْتُ صرخـة أولى تخبر العآلم أننــي أصبحت ( هُنـا ) على كوكبهـم ~ الذي ما كان ليعني لي شيئاً حينهـا . في ذلك اليوم اتسع وريدي مُسْتَقْبِلاً أُكسجين الأرض للمرة الأولى. لامسنـي النور ، وغَــلَّفَـنـي الهواء . حرّكتُ عدسـة عيني دون أنْ  أعي ما أرى . قُبلاتــهم ، فرحتـهم ، كلماتهـم ، كلها كانت مجرد تمتمات وإيماءات لا معنى لهـا في ذهنـي ، لربمـا هكذا بدأ مشوار التَــعلُّم .


يومُ مولدي كـ صفحة أولى قدْ قُلِبَت منذ زمن لكن ليس لذكراها أن تُمحـى من سجلي السنوي ، فكم هوَ جميلٌ أن تدرك بأنك قد كنت ذات يوم هالةً من نورٍ في كنف الطهر الخالص . حتى ذاك الألم الذي نَجَت منه أمي بأعجوبة من إله السماء ما كان مصدرهُ خبثٌ مني أو نية سوداء ، هي مجرد رحمـةً بأمـي ليَـعْـظُمَ أجرهـا ، ونِـعْمَـة وجودي .


أمـا صفحتـي الثامنة عشر فقد ودّعـتُهـا تلك الجميلة التي رَعَت حُلُمـي ، غُربتـي فيهـا جعلتهـا أطول أعوام حيآتـي ، توّشحنـي فيها لججٌ من الصبر ، وجَبـَلٌ من الخبْرات لا سبيل لاختصارهـا .  لم أنزعكِ عن قصة حياتـي ؛ فإنك أثمَن فصولِهـا ، إنني فقط أفتح صفـحة أخرى خُطَّــت منذ أمد ولا بدَّ من قراءتـها ، فلنرى ماذا غَلـَّـفَتْ لنـا الأيام !


أهلاً بك عامي التاسع عشر ) ~ 

#هُدى سيف  



الأحد، 13 يوليو 2014

لــ نبدأ "




أهلكتــم عالمي أيها الحمقى . إن كان يروقكم بكل تحطيماته التي سببتموها ، بكل بقاياه الميتة ، بزجاجه المكسور ، وماءه المسكوب ، بكل المُسَكِّنـَاتِ المؤقتة ، فابقوا فيه ، هو لكم ، عالماً يتوشحه الرماد ، مهدوما مرقعا بكل التضحيات والتناسيات والترميمات بعد كل رصاصات الخذلان خاصتكم ، لا حاجة لي في عالمٍ مماثل على الإطلاق ، أهديه لكم بلا مساومة ، عقار بلا قيمة .




أمـا دوري فقد حان لأغادره إلى عالم جديد ، أجمل ، خارج نطاق أفكاركم الخبيثة ، ونواياكم النتنة ، أسكن فيه أنـا وقلبي وعقلـي ، يمكث معنـا قلم لا يشبع وعدسة لا تتعب . لربما هناك أيضاُ برواز لصورة قديمة من ذكرى جميلة متوفاة ، قطعة حلوى على رف الآمال الجديدة ، وصندوق خبرات مغلق ، فقط ليمدّ كوني بالطاقة المُلهمـة .




لنبـــــــــدأ ~




















#في الثالث عشر من يوليو لعام 2014

الاثنين، 7 يوليو 2014

كـلاهمــآ مُتعب !

على لســان الدنيا (1) 
(( كلاهما متعب ))




يشكوني أحدٌ إليهـا ، يخبرهـا أنه متعب من وجوده بين جنبات أركاني اللعينة ، يخبرهـا عن شعور يسكنه أن أصبح طاعناً في العمر رغم أنه ما زال شاباً ، يخبرهـا عن قريب خائن ، وعن غريب قاسٍ ، يخبرهـا عن تبلّــد أصاب مشاعره بفتور ثقيل ، لا يكاد يبحر على موج النسيان حتى ترسو خيبة أخرى . يصف لهـا رغبة عميقة تجتاحه لخنق نفسه بحبل الفناء حتى يتدلى على ضفة اللاشعور . يشكوها خيانتـي وغدري ، يشكوهـا قسوتي ، يشكوها إجرامي رغم أن لا مصدر له سوى بني جنسهم .



هي تتلبسهـا قدسية الصمت ، وتُـطْبَعُ عليها ابتسامة غامضة . تلملم شتات مشاعرهـا ، وبعثرة حروفهـا . تستدعي قوتهـا الزائفة وتفاؤلهـا المرهق . تُـعِـير ألمهـا للمجهول الذي سيعيده لهـا بعد حين ؛ لكي تبدأ بالكذبات التي تتمنى نفسهـا أن تصدقهـا .  فقط لتقول لذلك الباكي الحزين أنني جميلة ببساطتـي ، وأنهم سيعيشون على كنفاتي إلى يوم سيأتي لا محال ، يوم يحارب كل حزن نَـفَثْتُــهُ على قواهم فـَ خَـارَت، وكل رصاصة خيانة عصرت نبض قلوبهم في مقبرة الثقة . أخبـَرَتـْـهُ أيضاً أن وسواساً هو من يزرع بداخله فكرة حمل مسدس على رأسه كَـ حَلٍّ أبَـدِيّ للحزن ، للدنس ، للألم الذي يردي آمالهم قتلى . علّمَتْـهُ أننـي خالدة حتى زوالهـم أجمعين ،بينمـا حياتهم هي فصل قصير لن يتكرر ، كررّت ذلك له مراراً فقط لتنجح في إقناعه أن ينسى أحزانه ، عذراً  .... كنت أقصد أن يتجاهلهـا  ، ويترك الأيام تتكفل بدملها .



كم كانت تشعر بالعار لحظة إدراكهـا أن ما كانت تقوله لم يكن سوى مواساة لصديقهـا الذي عصفت به ريح شبيهه بتلك التي تعصف بهـا ، كم كان قاسٍ إدراك أن نفسهـا بحاجه لأن تقتنع بما تقول قبل أن تُـقْنِع صاحبهـا . كم كان مخزٍ أن تعلم بأنها الطبيب المريض . كم كانت تشعر بالعار عندمـا استدارت فتحولت تلك الابتسامة المصطنعة أمامه إلى ندى على وجنتهـا يحكي لي شدة تعبهـا . كم كانت تأسف على حالهـا .



هُدى

في السابع من يوليو لعام 2014 





الأربعاء، 2 يوليو 2014

شَغَب طُفُولِي_صلآةُ التَراوِيح



أثناء أدائنا لصلاة التراويح جماعة ف المنزل ، أختي أميرة (5سنوات) كانت تقضي وقتها معنا في شغب طفولي لا يعي قدسية الصلاة .


كانت الريم ( 11عاما ) لم تنهي سِـنّـة صلاة العشاء - التي نصليها فراداً - بعد ، عندما بدأت أميرة تمسك بأحد رجليّ ألريم أثناء صلاتها ،فتجعلها تقف على الرجل الأخرى فقط وعلى وشك فقْد التوازن والسقوط . 
نبهتها أمي أكثر من مرة لكن أميرة - كعادتها - تستمتع بكسر الأوامر .


 أخيرا وقبل البدء بصلاة التراويح وصلَتْ أميرة بطاقة حمراء من أمي . أخرجتها أمي من الباب الأمامي لقاعة الطعام التي كنا نصلي فيها . ما لبثنا خمس دقائق حتى تعالت ضحكات أميرة ،تأثيرات مباغتة وصوت الرفس الهجومي للباب الخلفي لقاعة الطعام . أضْحَكَنا الموقف بشدة لكن أمي أخرجتها وأحكمت إغلاق كِلا البابين .
 

بدأنا بصلاة التراويح ، عادتْ أميرة لطرق الباب الأمامي بأطرافهـا الصغيرة في محاولات يائسة للدخول . وصلت أمي في قراءتها إلى قوله" غَيْرِ المَغْضُوْبِ عَلَيْهِم .... " وبادرت عندهـا أميرة بالإكمال بصرخات طفولية حادة من خلف الباب " وَلا الضَّاآآآآآآآآلِييييييييييين آمييييييييييييييين صَدَقَ اللهُ العَظِيْييييييييم " . ما استطاع أحد منا كتم ضحكاته ، حتى أمي لم تستطع إكمال القراءة . اضطرت أمي لاستقبال شغبهـا في الغرفة عوضاً عن حركاتها المضحكة من الخارج .



*في الثاني من رمضان






استهبال أميرة ..
<==