اليوم هو الثامن
عشر من يوليو لعــام 2014 للميلاد . قبل تسعة عشر عامـاً من اليوم أصْــدَرْتُ
صرخـة أولى تخبر العآلم أننــي أصبحت ( هُنـا ) على كوكبهـم ~ الذي ما كان ليعني
لي شيئاً حينهـا . في ذلك اليوم اتسع وريدي مُسْتَقْبِلاً أُكسجين الأرض للمرة
الأولى. لامسنـي النور ، وغَــلَّفَـنـي الهواء . حرّكتُ عدسـة عيني دون أنْ أعي ما أرى . قُبلاتــهم ، فرحتـهم ، كلماتهـم
، كلها كانت مجرد تمتمات وإيماءات لا معنى لهـا في ذهنـي ، لربمـا هكذا بدأ مشوار
التَــعلُّم .
يومُ مولدي كـ
صفحة أولى قدْ قُلِبَت منذ زمن لكن ليس لذكراها أن تُمحـى من سجلي السنوي ، فكم هوَ
جميلٌ أن تدرك بأنك قد كنت ذات يوم هالةً من نورٍ في كنف الطهر الخالص . حتى ذاك
الألم الذي نَجَت منه أمي بأعجوبة من إله السماء ما كان مصدرهُ خبثٌ مني أو نية
سوداء ، هي مجرد رحمـةً بأمـي ليَـعْـظُمَ أجرهـا ، ونِـعْمَـة وجودي .
أمـا صفحتـي
الثامنة عشر فقد ودّعـتُهـا تلك الجميلة التي رَعَت حُلُمـي ، غُربتـي فيهـا
جعلتهـا أطول أعوام حيآتـي ، توّشحنـي فيها لججٌ من الصبر ، وجَبـَلٌ من الخبْرات لا
سبيل لاختصارهـا . لم أنزعكِ عن قصة حياتـي
؛ فإنك أثمَن فصولِهـا ، إنني فقط أفتح صفـحة أخرى خُطَّــت منذ أمد ولا بدَّ من
قراءتـها ، فلنرى ماذا غَلـَّـفَتْ لنـا الأيام !
أهلاً بك عامي
التاسع عشر ) ~ ❤
#هُدى سيف ✿