الاثنين، 7 يوليو 2014

كـلاهمــآ مُتعب !

على لســان الدنيا (1) 
(( كلاهما متعب ))




يشكوني أحدٌ إليهـا ، يخبرهـا أنه متعب من وجوده بين جنبات أركاني اللعينة ، يخبرهـا عن شعور يسكنه أن أصبح طاعناً في العمر رغم أنه ما زال شاباً ، يخبرهـا عن قريب خائن ، وعن غريب قاسٍ ، يخبرهـا عن تبلّــد أصاب مشاعره بفتور ثقيل ، لا يكاد يبحر على موج النسيان حتى ترسو خيبة أخرى . يصف لهـا رغبة عميقة تجتاحه لخنق نفسه بحبل الفناء حتى يتدلى على ضفة اللاشعور . يشكوها خيانتـي وغدري ، يشكوهـا قسوتي ، يشكوها إجرامي رغم أن لا مصدر له سوى بني جنسهم .



هي تتلبسهـا قدسية الصمت ، وتُـطْبَعُ عليها ابتسامة غامضة . تلملم شتات مشاعرهـا ، وبعثرة حروفهـا . تستدعي قوتهـا الزائفة وتفاؤلهـا المرهق . تُـعِـير ألمهـا للمجهول الذي سيعيده لهـا بعد حين ؛ لكي تبدأ بالكذبات التي تتمنى نفسهـا أن تصدقهـا .  فقط لتقول لذلك الباكي الحزين أنني جميلة ببساطتـي ، وأنهم سيعيشون على كنفاتي إلى يوم سيأتي لا محال ، يوم يحارب كل حزن نَـفَثْتُــهُ على قواهم فـَ خَـارَت، وكل رصاصة خيانة عصرت نبض قلوبهم في مقبرة الثقة . أخبـَرَتـْـهُ أيضاً أن وسواساً هو من يزرع بداخله فكرة حمل مسدس على رأسه كَـ حَلٍّ أبَـدِيّ للحزن ، للدنس ، للألم الذي يردي آمالهم قتلى . علّمَتْـهُ أننـي خالدة حتى زوالهـم أجمعين ،بينمـا حياتهم هي فصل قصير لن يتكرر ، كررّت ذلك له مراراً فقط لتنجح في إقناعه أن ينسى أحزانه ، عذراً  .... كنت أقصد أن يتجاهلهـا  ، ويترك الأيام تتكفل بدملها .



كم كانت تشعر بالعار لحظة إدراكهـا أن ما كانت تقوله لم يكن سوى مواساة لصديقهـا الذي عصفت به ريح شبيهه بتلك التي تعصف بهـا ، كم كان قاسٍ إدراك أن نفسهـا بحاجه لأن تقتنع بما تقول قبل أن تُـقْنِع صاحبهـا . كم كان مخزٍ أن تعلم بأنها الطبيب المريض . كم كانت تشعر بالعار عندمـا استدارت فتحولت تلك الابتسامة المصطنعة أمامه إلى ندى على وجنتهـا يحكي لي شدة تعبهـا . كم كانت تأسف على حالهـا .



هُدى

في السابع من يوليو لعام 2014 





هناك 6 تعليقات:

  1. آلمتني المشاعر الغائبه اكثر من آلآم القصه.. وبغض النظر عن المجهول من يكون.في قلبي كلمات عجزت ان ارويها.. هل يا ترا خوفا.. ام حيائا يا ترا... ربما تختلف اساليب الحوار.. وربما تختلف اسايب النقاش.. لاكن قد لا تختلف الغايه.. ربما البعض يستعجل في فهم الامور.. لاكن لو نظرنا للتفاصيل لفهمنا المقصد..! يوجد لدئ البعض (صغار السن) روح التعبير عن مشاعرهم.. وحب النقاش و(الفضفضه) كما يقولوها البعض. ! لذلك الطرف الاخر لا يريد كبت مشاعرهم.. ولا يريد مقاطعتهم.. او كما يقول البعض ان ننصحهم. ! بل يتركهم ليخرجو ما بداخلهم من هموم ومن احاسيس.. ربما قد تكون موثره علئ نفسيتهم ويبحثون يعطيهم هذه الفرضه لبتعبير..! ربما قد تخرج كلمات من المفترض ان لا تخرج منه.. ربما قد تكون عيبا او غير لائق..! ف الطرف الاخر يكون اكثر سلاسه مع الموضوع ويتركه ليعبر عن مشااعره وفي نفس الوقت يحتفظ بالكلام ك سر يينهم ولا يخرجه لاي احد كان.! ويحتفظ بالنصيحه لااخر الحوار.. لاكن للاسف قد توجد عوائق ف تقطع الحوار ولا تتسنئ للطرف الاخر في التعبير عن رأية.. وربما يتدخل طرف ثالث ليتفهم الموضوع بطريقته او بالطريقه التي هو يريدها.. وهنا يجتمع الغلط.. فلابد من النظر علئ تفاصيل المشكله قبل الحكم عليها..

    اعجبتني تدوينتك.. اتمنئ لك التوفيق وللامام ان شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك أيها المجهول .
      في الواقع أنا لم أكن أعني نوع معين من أنواع الآلام أو الهموم ، ورغم ذلك فقد فهمت ما تعنيه ، وليس هو الموضوع الذي قصدته أنا في تدوينتي .
      ومن وصفتهم بصغار السن يملكون مشاعر قد لا تعي نسبة طهارتها .
      أما الكبار لا أود التحدث عن أي مما يعنيهم ﻷنه لا يمكن أن يعمم .

      أخيرا هي فقط كانت فضفضة كما أسميتها . فضفضة بلا عنوان . فضفضة مجملة .




      لا أعلم من أنت ، لكن شكرا لوجودك =)
      أهلا بك ~

      حذف
  2. بالنسبه للاطفال.. نعم يملكون مشاعر طاهره ويكون لديهم حب التعبير عن ما في داخلهم.. فلا بد ان نكون لهم الاخ والصديق لنساعدهم في التخلص من مشاعرهم.. لا ان نقف في طريقهم ونضع لهم حدود... لا اقصد ان يرجع الانسان لفعل نفس الخطا.. بل ان يجد له بديلا افضل.. ارجو ان اكون قد اوضحت المعلومه بالشكل الكافي..! وفي النهائيه اعتذر عن اي ازعاج او سؤء فهم قد حصل مني ..

    ومره اخرئ اهنئك علئ مدونتك الجميلة. واتمنئ لك التوفيق يا رب

    ردحذف
    الردود
    1. مافي ازعاج اخي .
      أسعدتني مشاركتك ، وأهلا بك وبالجميع دوما

      حذف
  3. اعجبني السرد ومعنى الكلمات ولكن اكثر ماشدني غموض الحروف ..رائعه هدى استمري ♡

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك ردينة في ذاتي وعالمي
      شكرا ع رأيك وشكرا لمرورك .
      أسعدني تواجدك

      حذف