الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

خلف الزجــاج !


تأملات لوجوه السائقين لحظة توجهي للبحـر بصحبــة أشواق . لمرة أولى أقرر تأمل وجوه سائقي وراكبي المركبات في خط سير مزدحم بطيء الحركة ، ولا أظنها ستكون اﻷخيرة بعد مشاهدات هذا المساء . مشــاعر وشخصيــات خلف تلك الزجاجات الصغيرة للمركبــات تبث نفسهـا إلى فضاءات أرحب ، لتصل إلى خلجـات المــارّة أمثالنـا .


وجهه مألوف حدّق بي لحظة تأملي إياه ، كنت حينهـا أبحث عن تعابير ، عن مشـاعر ، عن (اللاكيانـات)  أكثر من بحثي عن ملامح وجـه ، حتى لحظة ابتسامهِ ، عرفته حينها ،  مالك المحل التركي المجاور لشقتي السابقة ، والذي يبدو أنه على مشارف أربيعات عُمــره ، اعتدنا التعامل والحديث معه . تذكرته وبادلته الابتسام .


1. شابة لا تكاد ترتدي بعض القطع على جسدها الممشوق ، يمتلئ وجهها بالطحين الملوّن، أعني بالكثير من مساحيق التجميل ، حدقت بي بنظرة ساخرة للغاية وكأنّها تقول " تبا لحجابك وسترك" لاسيما وأن منظرها يدل على ( العهــر ) . لم آبه لنظــراتها الحادة وتابعـت تأملاتــي الوديعـة  .


2. امتلأت قارعة الطريق بصوت المـوسيقى والأغاني التي تصدر من سيارة صبي عربــي  . وكعادة الكثير من شباب العرب أدار رقبتـه 360 درجة ناحيتنا ،  منظر مؤسف حقيقة ً .


3. شاب آخر لا يبدوا على وجهه أكثر من علامات الملل والضجر من الازدحام الذي علق فيه

4. امرأة تبدو وكأنها في خمسينات عمرها تحتضن بيدهـا الغراء منديلا أبيضاً تضعـه على وجههــا ، كانت تبكـي بحرقـة ، آلمني حالها ، أظن أن هذه المرأة كانت الدافع الأول لكتابة هذه التأملات ؛ إذ إنني لم أتوقع أن أجد قصصا في هذه الوجوه التي مررت عليها خلال أقل من خمس دقائق.


في اللحظــة التي نملك فيهــا نوعاً مميزاً من المشـاعر هناك الكثير من الأفراد الآخرين  حولنا قد يحملون نقيضهــا ، أو شبيههــا أو قد تكون مشاعر من نوع آخر تمــاماً ~





في السادس عشر من سبتمبر لعام 2014م



هناك 4 تعليقات:

  1. رائعة ما شاء الله هدى .. ادام الله حروفك

    ردحذف
  2. جميله بمعنى الكلمة......والحمدالله ع سلامه زين ما ضربك حد وانته جالسه تشوفي عليهم....ك ه ل ا....ن

    ردحذف
  3. محمد الخروصي19 سبتمبر 2014 في 1:54 م

    جميلة هي كلماتك
    ابدعتي بصراحه
    وفقك الرحمن

    ردحذف
  4. أهلا بكم يا رفاق دوما
    تسر النفس حروفكم
    شكرا لقلوبكم ~

    ردحذف