أمنيتي المهجورة
..
اليوم .. اليوم فقط واليوم بالتأكيد .. انتهيتِ كلياً ..
تحطمتْ ذرات الأمل الذي ليته لم يكن يوما بداخلي . تحطمتِ أنتِ وتحطم شيء من بناء داخلي
ومن نفسي . اليوم علمتُ جيدا – بحزن - بأنك لم تكوني مهجورة بصدق ، بأن قلبي كان مليء
بك ، كلي مليء بك وبذكرياتك التي تبعث على السخرية . اليوم .. والآن بالذات اشعر
برغبة عميقة بحذف كل تلك الخواطر في مدونتي .. وتلك الكثيرة التي خبأتها بين جنبات
ملفات حاسوبي وفي دمي .. كل الصور والذكريات ، وحتى أجزاء الخيالات التي تلفّ وتلفُّ
وتلفّ ع عقلي دون تعب . التي تدور وتعود رغم اليأس
الزائف ورغم الغضب تارات كثيرة ~
أنتِ انتهيتِ اليوم بالفعل،. انتهيت ولا مجال للتراجع . انتهيت
وتلاشت الكثير من ذكريات مراهقتي معكِ . انتهيت ولا اعلم ما الذي سأفعله بالآلاف
المؤلفة من تلك الصور اللعينة . انتهيت اليوم وأصبحتُ أتعجّب كيف أمضيت أكثر من
سبع سنوات من مراهقتي في مهزلة كمثلك . انتهيت وليتك لم تكوني في عالمي يوماً .
وليت كل هذا القهر الذي أسرده هُنا سيخمد شيء من اشتعالاتي الكثيرة ، كثيرة بحجم
لا مبالاتك وإهمالك والكذبات العظيمة التي تذكرنـي بك .
لأكون منصفـة فقد انتظرتُ أن يأتـي هذا
اليوم لأتخلص من الألم الحتمـي الذي تمكّن مني حتى اللحظة ، لكنـني ما توقعته أن
يكون بهذه الطريقة ، ولا بهذه السرعـة الغير عادلة .. لم أتوقع أن كتابة هذه
الرسالـة الأخيرة لك سـ تنهَشْ مني بهذه الطريقـة ، ولا أن تكلفنـي كل هذا الدمع .
وآخر ما توقعتـه أن أبحث بنفسي عن عقد تحالفنـا لأجد أنه انتهـى .. وانتهينـا .
أشعر بالكثير من العجـز ، والتعب وكل شيء سيء . علمتُ طوال انتظاري
بأن ذلك سيحدث تماماً كما أعلم بأن كل ذلك سينتهـي مثلما انتهت كل الأزمات والدموع
واللحظات العاطفية الصعبة الأخرى . كل ما أريده أن أتعافى سريعاً ثم سيعود كلٍّ
لمجراه .
دائما تبقى ثرثرتي في هذه الأوراق البائسة بلا أدنى فائدة سوى أننـي
بحاجة لكتابة كل ذلك كما اعتدت.... لا أكثر .
إليك أمنيتي للمرة الأخيرة ، الأخيرة فعلاً : ابقي بخير ،، والسلام .
إليك أمنيتي للمرة الأخيرة ، الأخيرة فعلاً : ابقي بخير ،، والسلام .
هدى
في الثلاثين من شهر ميلادي لـ 2015 .
في الثلاثين من شهر ميلادي لـ 2015 .