عندمـا باتت تمرّ علي الساعـة الثانية عشـر كـكل ساعات اليـوم الأخـرى ، عندمـا لم يعد النظر لـ لحظة تغيّر التاريخ الميلادي خلالـها جزءاً أساسياً من يومي ، عندمـا لم أعد أنتظر منتصف كل شهـر هجـري ، وعندمـا لم أعد أبكي ما إذا فاتتنـي لحظة تأمل البدر والحديث إليه في تلك الليــلة ..... صرتُ أخشى عليّ .!~
كانت تلك الاهتمامات الساذجـة بالنسبة للآخرين تعنـي لي الكثيـر . العديد من الحماقات تنتشلنـي من روتين الحياة الرتيبة ، ترسلـني بنشوة عارمـة لأعانق سماء كيانـي الخاص الذي لطالـما أحببته وأحببـت كونـه خفيّ . أحببت أن أعيش دوماً في عالمـي الذي لم أسأم وصف الآخرون له بـ"الغريب" ، شغفـي بكل الأشياء البسيطـة وفرحـي الجامح بها ، كلّهـا كانت مصدر حياة ~
تأمل البدر ، وتغيّر
التاريخ عند انتصاف كل ليلـة ما كانت ولن تكون مجرد لحظـات ليلية عابرة . هي جَذَل
ووحدة جميلة ، حتى سكـونهـا ليس كأي سكون آخر ، ولا عظمة الحديث إلى بدر يمكنهـا
أن تكون لأي حديث . سنوات جمعتنـي بالبدر عزّزت بيننا روابط وأواصر حميمة للغاية .
كنت دوماً على يقين بأنّ لا قدرة لأحد على انتزعهـا أو هتك ستر روعتها . لكننـي لا
أدري ما الذي يحدث !! أعلـم جيداً بأن روحي ما زالت مشغوفة بأنفاس اليوم الأخيرة
وتغير التاريخ ، كمـا أعلم أنهـا ما زالت تتوق لاكتمال القمر كل شهر ، لكننـي ما
زلت أجهل ما إذا كان تعب الأيام يجبرها على بصق مصادر سعادتهـا والتضحية بالجمال
الذي تحبه .
لم تشخ روحـي بعد
ولم يكبر الطفل الذي بداخـلي كمـا أَعِد بأننـي لن أدعه يفعل . لسنـا بحاجـة لأن
ننفذ مهامنـا اليومية برتابة وقلق وتوترات الحياة المعتادة . لسنـا بحاجـة لأن نكبر
وندع السواد يطغى على أحلام واهتمامات كانت دوماً " نحن" ، ما زلنـا
بحاجة للروح اليانعـة التي تذكّرنـا بنا ، ما زلنـا بحاجة إلى الماضـي الذي كنّا
عليه مهمـا تلاشت الراحة أو تبددت أوقات الفراغ .
في الأول من يوليو لعام 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق