قالهـا بحزن ،
بألـم ، قالهـا بحرقة مكبوتـة ، وبقلة حيلـة
" أليوم الجمعــة ؟! " أجبـته
رغم أننـي لم أكن أرغب بالإجـابة " نعم جدّي ،
هو كذلك ، اليوم هو الجمعـة " .
صمَت بوقار ،
أدار رأسه عنّي وثم أنزله تجاه الأرض ، ناظرهـا لبرهة . التقط نّفَس عميق ببطء
شديد . كنت أنتـظر أن أرى دموعاً على خده بعد تلك الألوان التي استحلت محياه
الحزين .
أظنه أدرك
حينهـا بأنه ما عاد قادراً على أداء صلاة الجمعـة جماعةً في المسجد . أحسستُ بمشاعره تخاطبـه وتخبره كم أن الدهر مضى
عليه ، كم أصبح طاعناً في العمـر ، كَــهُــل وازدادت علله ، ما عاد يقوى الوقوف
على قدميـه ، شاخت ذاكرتـه ، شابت كل شعيراتـه المتبقية . " آآه يـا دهـــر " أحسست بهـا من أعماق صدره ،
آلمتــني .
أعتذر لك يا جدي
عن قلة حيلتي ، عن امتلاكي لأيادٍ مكبّلـة لا تقوى البطش ولا التخليص ، فـ دنيانـا
لن تخْلــف طبعهـا ، ومصيركـ هذا سيغدو مصيرنـا في يومٍ كم أخشى قدومـه .
# هُدى
في الثامن من أغسطس لعام 2014