الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الفتاة البريطانية واللغة العربية



تدوينــة بعنوان (كيف نقتل لغتنا العربية خلال 150 سنة فقط؟! ) لحكاية نفر :

ذكرتني بموقف حدث قبل بضعة أيام مع فتاة بريطانية مسلمـة ، أقبلت عليّ أثناء مذاكرتـي في الجامعة ، رأيتهـا محجبة محتشمة فظننتهـا عربية . وقفَتْ أمامي فباشرت بالحديث مع ابتسامة خفيفة ( أهلاً ، تفضلي) لكنهــا ردّت بلغتهـا الإنجليزية Do you speak English? أجبتهـا بإيجاب فجَلَسَتْ وتبادلنـا حديثا لطيفا يمتد للنصف ساعة .



بعد أن غادرت ما كان يتبادر إلى ذهني سوى سؤالهـا عن ما إذا كنتُ أتحدث الإنجليزية ، أتحدث لغتهــا . نعم أنـا أتحدث لغة قومهـا ، اللغـة العالمية التي أصبح من لا يتحدثهـا يـُصَــف بالجهل ، قد يصعب عليه التعامل مع الكثير من العاملين في بعض المحلات التجارية ، المطاعم ، المطارات ، وأي مكان عام آخر حتى وإن كان في بلادنـا العربية .



تساءلْتُ بفضول عن شعورهـا تجاه ذلك ! تجاه لغتهـا التي أصبح العالم أجمع يتحدثهـا ؟ أي فخر وأي اعتزاز يتملّكهم ؟ لغتـهم هي المقرر العلمي الأهم في أي مدرسة ، جامعة ، أو أي صرح تعليمي آخر حول العالم ، المتطلب الأساسي لأغلب الوظائف والتعاملات ، حتى أنها احتوت لغتنـا الطبية !



أين لغتـي ؟! أين عربيتي ؟! أين لغة القرآن من ذلك ؟! العربية ليست عاجزة وليست مستهلكة لكــنها ببساطة غابت ، أقصد غُيِّــبت بسبب أبنائهـا . قد أعجز عن رمي سهام الاتهام على جيل معيّن ، ولكن رغم ذلك فتراكمـات كل جيل في موضوع مماثل يجعل مشكلة لغتنا – بل مصيبتها – تتفاقم !!!! لا أود أن اسأل عن الحل فإني أخشى أن لا يُجاب عليه !!


#هُـدى_سيف





هناك 6 تعليقات: