1) الساعة
العاشرة مساءً ، أثناء مذاكرتي سمعت طرقا على باب الشقة ، تعجّبت ، لا أعتقد أننا
ننتظر أحدا ! لربمـا ( أشواق ) تنتظر طلباً من KFC ؟!!؟ على أية حال لم آبه للموضوع حتى طرقت ( أشواق )
باب غرفتي وأخبرتنـي أن هناك صوت فتيات من خلف الباب ، طرقنه عدة مرات . توجهت
لباب الشقة وقفت ملتصقةً به فسمعت خطابهن الهامس بلكنتهن الدينيماركية . ارتديت
سريعا ما يسترني وفتحت الباب فإذا بها فتاة شابة ترتدي فستان سهره خفيف فاتن تسدل
شعرهـا الأسود وعلى وجهها بعضاً من مساحيق التجميل بدرجة بسيطة كعادة فتيات الغرب
في أي سهرة . كما كان بصحبتهـا أيضا فتيات شقراوات يستندن على باب الشقة المجاورة . مدّت يدهـا حاملةً
زجاجة نبيذ تطلب مني فتحها . أعتقد أن دهشتي كانت واضحة وأنا أنظر للزجاجة ، لا
أعرف حتى كيف أفعل ذلك ، وأعتقد أنها لا تُفْتح باليد لأن لها غطاء غريب الشكل .
سألتهـا بخجل " وكيف أفعل ذلك !" لم أترك لها المجال للإجابة لأنني أدرك
كيف أن الأمر سيبدو غريبا لها فأكملت " نحن لا نشرب ، لذا لا أعرف كيف أفعل
ذلك ، أعتذر " . كان على وجهها شي من التعجب ولكنهـا
شكرتنـي وغادرت .
2) في
أحد المحلات التجارية الكبيرة كنا قد تسوّقنـا بمبلغ كبير ؛ وتفاجأنا بمجموعـة من
الخمور مقدمـة لنـا كهدية . أخَذَتْ صديقتـي تنظر إليَّ وتبتسم ، وأنـا كذلك .
اعتَقدَت المحاسبة بأننا لم نفهم الموضوع فأعادت لنـا عبارتها . وما زلنـا أنا
وزميلتـي نناظر بعضنا البعض . ثم أعادت بلغتهـا المالطية بدلا من الإنجليزية
" inbid " وهي نفس الكلمة العربية إلا أن النطق يختلف قليلا .
فضحكنـا وأخبرنـاها بأننا نفهم ما تقول لكننا لا نحتسي أي أنواع الخمور . شكرناهم
على ذلك وتركنا هديتهم لهـم .
3) عند
زيارتـي لإيطاليـا في فبراير 2014 أخَذَنَـا أحد المرشدين إلى Mount Etna وهو بركان نشط في شرق صقلية يكتسي بالثلوج خلال فصل الشتاء
بسبب ارتفاعه الذي يبلغ أكثر من ثلاثة آلاف متر . كان ضمن برنامج الرحلة زيارة
مزرعة تَسْتَخْدِم فاكهتهـا في صنع الخمور ، وهي من أروع أنواع الخمور في أوروبا
استنادا لكلام رفيقنـا (إتسيو) الذي كان يمتدح تلك الخمور بشكل خيالي في بداية
الرحلة ، بعد كل ذلك الإطراء سأل يتأكد ما إذا كنا جميعنا نحتسي الخمر وقد خابت
ظنونه عندمـا أجبنا -نحن الفتيات الأربع من أصل ست فتيات – بالنفي . خلال وجودنا
في Etna كان يحاول بكل الطرق إقناعنـا بتجربة الخمور التي تنتجها تلك
المزرعة ، كان لحوحاً في طلبه وتأكيده بأنها فرصة العمر وقد لا تتكرر
هذه الزيارة ولكنّ رفضنا كان أشدّ . قبل أن ننهي جولتنا في (إتنـا)
سألنـا " هل موضوع الخمر هذا يمس دينكم!! فلا أعتقد أن شيئا آخرا سيجعلكم
تقابلون هذا الإلحاح الشديد بالرفض " تفاجأنا حينهـا أنه لا يعلم عن
الإسلام شيئا. وأجبنا على سؤاله بإيجاب ، فما كان بمقدوره قول شيء آخر .
#هدى_سيف
13يونيو 2014
جچمیل ھو ما خطتھ یداگِ .. والأجچمل ھو ثبات المرء علے مبادئ دینھ أینما ذھب .. لا تغریھ إغراءات ولا إطراءات بشر!
ردحذف